علم الإجرام
السعدية مجيدي
إن المجرم هو أولا وقبل كل شيء مجرم في حق إنسان آخر بل في حق أفراد المجتمع عامة، فكيف يمكن للإنسان التعايش والتعامل مع أخيه الإنسان إذا كان يجهل العوامل الدافعة لتصرفاته ، بل ليس لديه وعي أو فهم لذاته اللصيقة به جاهلا الجانب النفسي منها، عاجزا عن معرفة حقيقة مشاعره المتناقضة وتصرفاته العاقلة وغير العاقلة.
لم تفكر المجتمعات في فهم الإنسان المجرم ولا في الأسباب التي دفعت به إلى الإجرام أو محاولة إصلاحه والاهتمام به كإنسان لكن عندما تطورت البشرية واكتشف الإنسان أسرار هذا الكون من اختراعات وإبداعات في جميع مناحي الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية من حسن إلى أحسن، تطورت الجريمة من سيء إلى أسوء، الشيء الذي أجبر الإنسانية على إعادة النظر في المشكل الإجرامي ومحاولة التصدي له بوسائل أكثر علمية على أمل تحقيق نوع من التوازن بين حرية الفرد ومتطلبات التعايش الاجتماعي