الوسيط في شرح القانون التجاري المغربي - دراسة في الأحكام و
يوسف حمومي
معلوم أن التجارة في العصور القديمة كانت تتم عن طريق التبادل أو المقايضة بين التجار، كما أن الوفاء كان يتم بأوزان معينة من المعادن، قبل أن يعم ابتكار النقود المعدنية والورقية وسيلة للوفاء. إلا أن المخاطر التي تعترض حمل النقود ونقلها من منطقة جغرافية إلى أخرى، من سرقة وضياع، جعلت التجار يبحثون عن وسائل قانونية تفهمهم الوقوع في هذه المخاطر، فتم الاهتداء إلى الأوراق التجارية ووسائل بديلة للـوفاء، والتي اتخذت شكل محـررات أو صكوك، من كمبيالة وشيك وسند لأمر؛ حيث سرعان ما انتشرت هذه الأدوات وازدهرت بموجبها الكثير من المعاملات التجارية بالخصوص.
وقد شهد العصر الحديث بروز وسائل للوفاء أكثر تقدما؛ إذ ظهر ما يسمى بالنقود القيدية التي أصبحت فيها البنوك تقوم بدور الوسيط في الوفاء عن طريق عقود التحويل، أو عبر الإعلام بالاقتطاع من الحساب (Le Virement) من بنك إلى آخر، أو بتعبير آخر، أصبحت الديون تسوى بواسطة القيد في الحسابات البنكية (L'Avis de Prélèvement).
كما ظهرت أنواع جديدة ومبتكرة من طرف البنوك ومؤسسات التمويل، تعرف بوسائل الأداء والائتمان الحديثة، والتي من بينها الأوراق التجارية المطورة عن الوسائل التقليدية، حيث برزت الكمبيالة الإلكترونية والشيك الإلكتروني ثم السند لأمر الإلكتروني، وظهرت أيضا وسائل أخرى مصاحبة لتطور التكنولوجيات الحديثة، بما في ذلك بطاقات الائتمان والنقود الإلكترونية، ثم العملات الرقمية والافتراضية...
يوسف حمومي / مليكة الزوين
ربيع كموح / يوسف حمومي