أحاديث في ما جرى - شندات من سيرتي كما رويتها لبودرقة 3 أجز
عبد الرحمن اليوسفي
الملوك الثلاثة
عايشت ثلاثة ملوك، وبالتالي عاصرت ثلاثة مراحل انتقال رئيسية في تاريخ المغرب المعاصر. ويمكن أن أقول إنه في جميع المراحل كانت هناك صعاب فعهد الملك محمد الخامس كان بالنسبة لنا امتحانا، لأنه شكل بداية تبلور موقفنا من تنظيم الدولة وضرورة دمقرطتها، وكان من الصـعب علينا في الســــنـــوات الأولى من الاستقلال، وكنا قد خرجنا للتو من المعركة مع المس تعمر وبعض المتحالفين معه، كان من الصعب أن تفترق بنا الطرق، ونصبح وكأننا خصـوم، ونتذوق طعم القمع في الشهور الأولى من الاستقلال، تلك كانت ظروفا صعبة، لم نكن نتمناها لأنفســـــــا ولبلدنا.
كذلك في عهد الملك الحسـن الثاني الذي بدوره لم يخل من صعوبات، فليس من السهل أن يشـارك المرء في معركة قوية وصريحة، من أجل تنظيم البلاد وتصـحيح مسارها وإعطائها مؤسسات حقيقية واحترام حقوق الإنسان، حتى يعترف بها كما هو متعارف عليها دوليا. وقد كانت تلك أيضا، مدة طويلة تطلبت كفاحات كثيرة واختبارات عديدة، أدينا خلالها واجبنا وتحملنا ضريبة كفاحنا.
أما المرحلة الثالثة التي تزامنت مع عهد الملك محمد الس ـادس، فقد واجهتنا المشاكل الموضوعية الناجمة عن التسيير والبحث عن الموارد، وتلك المرتبطة بإرضاء الرأي العام ومواجهة الخصوم السياسيين على اختلاف ألوانهم، فهذه المرحلة هي الأخرى لم تكن سهلة، وإن كانت أكثر نشاطا.
.لا يوجد أي كتاب