الحلقة المفقودة بين الناخب و المنتخب في النسق السياسي المغ
عبد الرحيم خالص
يراوح الكتاب مقارباته الإشكالية تدبير العلاقة بين النائب البرلماني والناخبين، ضمن زمنية مرنة تجمع بين اللحظات الانتخابية وبين مدة الولاية البرلمانية، انطلاقا من المفاتيح التي تسمح بها الخطاطة العامة للتواصل السياسي مكيفة وفق سياقات المعادلة المدروسة بتمكن نظري عميق وتفاعلا مع الملاحظات اللافتة التي تسمح بها الدراسة الميدانية الغنية التي انصبت على الدائرة الانتخابية "بزو- واويزغت".
نفس المراوحة نجدها، من جهة، بين هابرماس وبورديو وحمودي ورشید عالمي، ومن جهة أخرى، بين الحياة السياسية والاجتماعية داخل سهل تادلة، وسلسلة الأطلس المتوسط والكبير وجبل إغناین، ذهابا وإيابا، ولعلها هي ما يمنح الروح الحقيقية لهذا المؤلف.
في العمق، يستحق الكتاب أصله العلي كأطروحة. إنه أطروحة تبني وشيد وتفكك وركب وتدافع وتفسر وتشتبك وسائل، تاركة جانبا اطمئنان الخطاب القانوني وذرائعية الخطاب السياسي وضبابية الحس المشترك وتضليل "الأفكار النمطية وسطوة "المقولات" المتكررة في التداول اليومي.
لذلك نحن - بدون تواضع خادع - أمام عمل يستحق مكانته المرموقة ضمن أدبيات الظاهرة الانتخابية المغربية. إنه لا يعيد تكرار البداهات ليمنح لها طابعا علميا كاذبا، ولا يفتر تعقد الوقائع بإعادة إنتاج الخطاب المعياري للقانون، كما لا يقف عند هوامش دراسات سابقة.
ليس من عادة الكلية التقديمية أن تحل محل العمل، الغاية تكمن فقط في إثارة انتباه القارئ لبعض من معالم الكتاب، دون ذلك فمؤلف د. عبد الرحيم خالص غني ودسم ومواكبته في التركيب النظري والميداني لخلاصاته رحلة لا تخلو من متعة فكرية.
قراءة ماتعة!
.لا يوجد أي كتاب