تفصيل
تتحدد إشكالية هذا الكتاب في معرفة دور شبكة الإنترنت في تأسيس ممارسة إعلامية جديدة بالمغرب تعرف بصحافة المواطن، قادرة على خلخلة أسس الفضاء العمومي التقليدي والدفع باتجاه تأسیس فضاء عمومي افتراضي، وكذا تعبئة المواطنين للانخراط في الديناميكيات الاحتجاجية التقليدية وغير التقليدية، بالإضافة إلى المساهمة البناءة في تطوير الممارسة السياسية في إطار ما يعرف بالديمقراطية الرقمية.
الأمر الذي يجعلنا نطرح التساؤلات التالية:
- ما حجم انتشار شبكة الإنترنت بالمغرب؟
- وكيف ساهمت هذه الشبكة في تأسيس صحافة المواطن؟
- وأين تتجلى قدرة هذا النوع الصحفي الجديد على التواصل الفعال مع المواطنين؟
- وما مدى حضور شبكات التواصل الاجتماعي في الفضاء العام بالمغرب؟
- وهل استطاعت صحافة المواطن عبر شبكات التواصل الاجتماعي تأسيس فضاء عمومی افتراضي بديل أو مواز للمجال العمومي التقليدي بالمعنى الهابرماسی؟
- وكيف تساهم هذه الشبكات في تعبئة وحشد المواطنين للانخراط في ديناميكية الحراك الاجتماعي والحقوقي والسياسي محليا وجهويا ووطنيا؟
- وهل استطاعت هذه المنصات التواصلية خلق دينامية تعبوية واعلامية، في صفوف عدد من الفئات المهنية والقطاعية، والمساهمة في الضغط على صناع القرار؟
- وما دور هذه المنصات التواصلية في إبداع أشكال احتجاجية جديدة بإمكانها التأثير على المشهد السياسي بالمغرب ؟
- وما مدى مساهمة شبكات التواصل الاجتماعي في تعبنة وحشد الجماهير للانخراط في ديناميكية حركة المقاطعة الاقتصادية التي عرفها المغرب سنة 2018؟
- وكيف استفادت روابط الألتراس الرياضي من هذه الوسائط التواصلية في إيصال صوتها للمسؤولين ومواقفها لعموم المواطنين؟
- وإذا كانت الممارسة الديمقراطية عبر العالم تعاني من بعض المشكلات، فكيف يمكن لشبكة الإنترنت بتطبيقاتها المختلفة المساهمة الفعلية في تعزيز وتطوير الممارسة الديمقراطية في إطار ما يعرف بالديمقراطية الرقمية ؟
- وما مفهوم الديمقراطية الرقمية؟ وما هي أهم آلياتها؟
- وكيف تساهم في تقوية وتعزيز التواصل السياسي بين المواطنين والفاعلين السياسيين والإعلاميين؟
- دوما دور الديمقراطية الرقمية في تشجيع المواطنين على الانخراط الفعال الفعال في تدبير الشان العام عبر الديمقراطية التشاركية؟
- وإذا كان التصويت حلقة مهمة من حلقات المشاركة السياسية الديمقراطية، فبأي معني يعتبر التصويت الإلكتروني الية جيدة لتجسيد هذه الديمقراطية؟
- وهل يمكن للتصويت الإلكتروني تقوية الممارسة الديمقراطية بالمغرب؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة يتبنى الباحث منهجية تحليلية للمعطيات المتوفرة، كما ينطلق من ثلاث فرضیات رئيسية هي :
- تساهم صحافة المواطن بالمغرب بفعالية في تعبئة المواطنين للانخراط في العمل السياسي والحقوقي والمدني في مختلف المناسبات، كما أن هذه التعبئة تنتقل في أحايين عديدة من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي، وتحدث تغييرات ملحوظة.
- ساعدت تطبيقات الإنترنت لاسيما شبكات التواصل الاجتماعي في بروز اشکال احتجاجية جديدة قادرة على التأثير في المشهد السياسي، تختلف عن احتجاج التقليدي، ولا تهتم باحتلال الفضاء الفيزيقي.
- إن التطورات المتسارعة التي تعرفها البيئة الإعلامية والتواصلية بالمغرب، تدفع المهتمين بالشأن السياسي والحقوقي إلى المراهنة على أهمية الانتقال إلى الديمقراطية الرقمية خصوصا قضايا : التواصل السياسي الرقمي، والديمقراطية التشاركية الرقمية، والتصويت الإلكتروني.