الانتماء الترابي في أفق مواطنة محلية
عبد الرحمن حداد
الانتماء الترابي هو أساسا ذلك الانتقال من وضعية الساكنة ومن حالة المرتفق إلى حالة المواطنة، فالساكنة تفترض الوجود الجغرافي والاستفادة من الخدمات الإدارية، أما المواطنة فهي شعور بالانتماء والمشاركة لصون هذا الانتماء الساكنة تقوم على مقاربة الحاجة، ولا تشكل السياسات العمومية إلا محاولة لا تحظى بالإجماع للاستجابة لهذه الحاجيات. أما المواطنة فتقوم على مقاربة الحق في الخدمات العمومية، ومن هنا يصبح من اللزوم إعطاء السياسات العمومية بعدا تشاركيا من حيث تحديد الحاجيات كما من حيث تدبير هذه السياسات وتقييمها.
فهم الأمور بهذه الطريقة يمثل تحذيرا كبيرا في مقدمة هذا العمل. وهو ما يمكن أن نؤكده من خلال استعارة التمييز الذي أقامه كلود باجون ClaudePAGEON بين المجال المؤسساتي والمجال الهوياتي (espace institutionnel et espace d’identité)وبالمفهوم الذي ندافع عنه في هذا العمل، فمن الواضح أن المقصود هو المجال المؤسساتي، أو ما يعرف في أدبيات العلوم الإدارية بالشأن العام المحلي. وهو بهذا المعني فضاء سياسي، أي فضاء الممارسة السلطة وإنتاج القوانين وتكريس إلزاميتها، ولكنه أيضا فضاء الترتيب التوازن الضروري بين السلطة والحرية عبر تكثيف مختلف أشكال المشاركة الممكنة.
.لا يوجد أي كتاب