مبادئ في علم الإجرام
محمد الأزهر
عرفت الجريمة تطورا خطيرا في السنوات الأخيرة، وبدأت تحير المحققين والعاملين في الدول المعرفية الجريمة والمجرم، واختلطت الأوراق عند الباحثين في علم الإجرام لتنوعها ولاعتمادها أساليب،جديدة ، مما يحتم ضرورة تكثيف البحوث لصد الظاهرة الإجرامية وخصوصا منها التي تعتمد على التطور التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة، وقد ظهر الإجرام على في صفوفه، ذوي العلم والمعرفة، وكذا خبراء في مجالات علمية كثيرة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالإبرام المنظم، الذي أصبح يظاهي إمكانيات بعض الدول، إضافة إلى منهج العمل في ارتكاب الجرائم الإرهاب، تزوير العملات، تهريب السلع والمخدرات والأشياء الثمينة، تحويل حسابات...»، البحث في الظاهرة الإجرامية الفردية يبقى قطبا للبحث في مجال الجريمة والمجرم، حيث تعتمد فيه كل البحوث الموجودة حاليا، مع ضرورة إفساح المجال للبحث على سبل التصدي لظاهرة الإجرام المنظم نظرا لخطورتها ولانتشار أعضاءها داخل المجتمعات، والدراسات المقدمة في يومنا هذا تستهدف بالأساس المجرم كفاعل، والظاهرة الإجرامية كفعل، وهي دراسات مهمة وجد متقدمة تبحث في المجرم وأسباب ارتكاب الجريمة ونوعها. وكتابنا هذا يعمل على البحث في هذه الثنائية، التي منها ننطلق إلى البحث في عمق التضامن التلقائي أو الممنهج للمجرمين في تنظيماتهم، فهو كتاب يبحث في علم الإجرام، هذا العلم الذي هو عبارة عن واد تصب فيه عدة روافد، فلا يمكن لهذا العلم أن ينهض دون الاعتماد على بقية العلوم المنصهرة فيه، كعلم النفس الجنائي وعلم الاجتماع الجنائي... بل يمكن القول، إنه لا وجود لعلم ليست له علاقة بمجال البحث في الجريمة والمجرم وطرق التصدي لها.
وعلى هذا الأساس فإن علم الإجرام هوهذه العلوم المتظافرة، من خلال بحث تركيبي لدراسة الظاهرة الإجرامية وأسباب ارتكابها.