التجارة و التوزيع للمقاولة الصغيرة الناشئة - إكراهات و حلول -

تفصيل

صدر حديثا للمؤلف محمد هلالي كتاب "التجارة و التوزيع للمقاولة الصغيرة الناشئة  ، إكراهات و حلول "  معتبرا التشغيل هاجسا مشتركا بين الشباب و المؤسسات العمومية المنوط بها إيجاد الحلول العملية لمعضلة البطالة ، فالسياسات العمومية تركز جميعها على إدماج الشباب في النسيج الاقتصادي بهدف خلق المقاولة الذاتية في ظل تقلص فرص الإدماج في الوظيفة العمومية لتضخم كثلة الأجور في جل الدول العربية ، لكن هذه الرغبة تصطدم بواقع مرير كله إكراهات وصعوبات ترتبط في جزء منها بالقوانين و التشريعات المعقدة و الإدارة البيروقراطية و الوضعية الاقتصادية الصعبة و المنافسة الغير المشروعة و الاحتكار وضعف –إن لم نقل غياب – التمويلات الكافية بالطريقة المناسبة ،وفي جزئها الأخر ترتبط بعدم ملاءمة التكوينات الرسمية مع سوق الشغل وتكريس فكرة التوظيف الحكومي في ذهن الشباب منذ الصغر ، الشئ الذي يتعذر معه إقناع الشباب بالدخول في مغامرة المشروع المستقل .

كما لاحظ المؤلف أن نسبة مهمة من الفئة ذات التكوين العالي الجيد إما تهاجر خارج المغرب أو تفضل الاشتغال في مؤسسات كبيرة بأجور مغرية ولا تكلف نفسها عناء الدخول في تجربة المقاولة الخاصة لوجود أحكام مسبقة عن واقع الاشتغال ، سببها التربية و الدعاية السلبية الرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي وتجارب فاشلة سابقة عديدة لاتفتح الشهية للمغامرة .لكل ما سبق ارتأى المؤلف أن يجعل من هذا العمل خارطة طريق لكل الشباب الطامح لخلق مقاولته الصغيرة الناشئة بشكل عملي وواقعي ، دون الخوض في المفهيم و النظريات الأكاديمية ، مستعينا بتجارب معاشة وخبرة مكتسبة على مدى أكثر من عشرين سنة في مجال التجارة و التوزيع .لقد اعتمد المؤلف  منهجية مبسطة ترتكز على افتراض أن يواكب تطور مقاولة صغيرة مختصة في تجارة التوزيع منذ الفكرة وحتى جعلها شركة رائدة في مجالها ، من خلال عدة فصول تواكب عبر محطات الاكراهات و المشاكل المحتملة  مع اقتراح حلول مناسبة لها .

كما رأى المؤلف أن يخصص الجزء الأخير من العمل لبسط مجموعة من التوصيات التي ستساهم في تدليل الطريق اما المقاولة عموما و الصغيرة الناشئة خصوصا وتجعل مناخ الأعمال أكثر يسرا واستقطابا للمستثمر و المقاول الشاب على حد سواء ،مع استحضار إحدى التجارب الاقتصادية العالمية الناجحة .