المنظمات الدولية في عالم متغير الأمم المتحدة وإشكالات حفظ
ادريس لكريني
إن المنظمات الدولية هي تجسيد عملي لحركية العلاقات الدولية، ومظهر من مظاهر تعزيز التنسيق والتعاون الدوليين فطبيعية المهام المختلفة التي تستأثر بها في السياقين الإقليمي والدولي، أصبحت عاملا أساسيا لتفعيل مبادئ الأمم المتحدة، وكذا أهدافها المتصلة بتنسيق العلاقات الودية بين الدول، وحفظ السلم والامن الدوليين.
ويمثل نشاط المنظمات الدولية وحضورها المتصاعد، ترجمة لما وصلت إليه العلاقات الدوليـة مـن تـطـور وتنسيق وتعاون، ما جعلها تحظى باهتمامات متزايدة كموضوع أساسي للقانون والعلاقات الدوليين.
ومع تصاعد حدة التهديدات التي تواجه السلام العالمي في أبعادها التقليدية المتصلة بالحروب والنزاعات العسكرية، أو في ارتباط ذلك بالمخاطر غيـر "الدولاتية"، والعابرة للحـدود، تضاعفت مسؤولية المنظمات، باتجاه تعزيز التنمية الإنسانية، وترسيخ السلام المستدام.
لا يمكن إغفال الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة في سبيل إرساء السلم والأمن، فـي عالم يشهد تطورات وتفاعلات، لا تخلو من تحديات ومخاطر، فيكفي أنها ساهمت إلى حد كبير في تعزيز التواصل بين الشعوب، وتشبيك العلاقات بين الدول، وفي منع حدوث حروب عالمية جديدة مدمرة.
لكن الحاجـة تـزداد إلى أمـم متحـدة مستقلة وقوية، لإرساء سلام يحصن العالم والأجيال القادمة، ولذلك فهي تظل بحاجة ملحة إلى اعتماد إصلاحات حقيقية، تتيح لها التفاعل الإيجابي مع مختلف التحديات الدولية التي تلقي بظلالها وانعكاساتها على واقع ومستقبل السلم والأمن الدوليين.
ادريس لكريني